سورة الأعلى - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعلى)


        


{ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا} فيستريح {وَلا يَحْيَا} حياة تنفعه.
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} تطهر من الشرك وقال: لا إله إلا الله. هذا قول عطاء وعكرمة، ورواية الوالبي وسعيد بن جبير عن ابن عباس وقال الحسن: من كان عمله زاكيًا.
وقال آخرون: هو صدقة الفطر، روي عن أبي سعيد الخدري في قوله: {قد أفلح من تزكى} قال: أعطى صدقة الفطر.
{وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} قال خرج إلى العيد فصلى، فكان ابن مسعود يقول: رحم الله امرءا تصدق ثم صلى، ثم يقرأ هذه الآية. وروى نافع: كان ابن عمر إذا صلى الغداة- يعني من يوم العيد- قال: يا نافع أَخْرَجت الصدقة؟ فإن قلت: نعم، مضى إلى المصلى، وإن قلت: لا قال: فالآن فأخْرِجْ، فإنما نزلت هذه الآية في هذا {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} وهو قول أبي العالية وابن سيرين.
وقال بعضهم: لا أدري ما وجه هذا التأويل؟ لأن هذه السورة مكية، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر.
قال الشيخ الإمام محيي السنة رحمه الله يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال: {وأنت حل بهذا البلد} فالسورة مكية، وظهر أثر الحل يوم الفتح حتى قال عليه الصلاة والسلام: «أُحِلَّت لي ساعة من نهار» وكذلك نزل بمكة: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} [القمر- 45] قال عمر بن الخطاب: كنت لا أدري أي جمع يهزم، فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب، في الدرع ويقول: سيهزم الجمع ويولون الدبر {وذكر اسم ربه فصلى} أي: وذكر ربه فصلى، قيل: الذكر: تكبيرات العيد، والصلاة: صلاة العيد، وقيل: الصلاة هاهنا الدعاء.


{بَلْ تُؤْثِرُونَ} قرأ أبو عمرو، ويعقوب: يؤثرون بالياء، يعني: الأشْقَيْن الذين ذكروا، وقرأ الآخرون بالتاء، دليله: قراءة أبي بن كعب {بل أنتم تؤثرون الحياة الدنيا} والمراد بـ{الأشقى} الجمع، وإن كان على لفظ الواحد، لأن الشيء إذا دخله الألف واللام للجنس صار مستغرقًا، فكأنه قال: ويتجنبه الأشقون، ثم قال: {بل تؤثرون الحياة الدنيا}.
{وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} قال عرفجة الأشجعي: كنا عند ابن مسعود فقرأ هذه الآية، فقال لنا: أتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة؟ قلنا: لا قال: لأن الدنيا أحضرت، وعجل لنا طعامها وشرابها ونساؤها ولذاتها وبهجتها، وأن الآخرة نُعِتت لنا، وزويت عنّا فأحببنا العاجل وتركنا الآجل.
{إِنَّ هَذَا} يعني ما ذكر من قوله: {قد أفلح من تزكى} إلى تمام أربع آيات، {لَفِي الصُّحُفِ الأولَى} أي في الكتب الأولى التي أنزلت قبل القرآن، ذكر فيها فلاح المتزكي والمصلي، وإيثار الخلق الحياة الدنيا على الآخرة، وأن الآخرة خير وأبقى.
ثم بيّن الصحف فقال: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} قال عكرمة والسدي: هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى.
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أخبرنا محمد بن أحمد بن معقل الميداني، حدثنا محمد بن يحيى بن أيوب حدثنا سعيد بن كثير حدثنا يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين اللتين يوتر بعدهما بـ{سبح اسم ربك الأعلى} و{قل يا أيها الكافرون} وفي الوتر بـ{قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}.

1 | 2